إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الأول)
107651 مشاهدة
بعض النساء العاملات في المستشفى يصمن رمضان يحادثن الرجال بحديث فيه انبساط فما توجيهكم لهن

س: بعض النساء العاملات المسلمات يصمن رمضان، ويضطرهن عملهن إما في مستشفى أو مؤسسة عامة أو خاصة إلى الحديث مع الرجال الأجانب من زملاء المهنة، حديثا فيه تلقائية وانبساط، فما توجيهكم لنا في هذا، جزاكم الله خيرا؟

ج: لا ضرورة إلى هذا الحديث الذي بهذه الصفة، فالمرأة لا تخاطب الرجال الأجانب إلا عند الضرورة فقد نهيت في الصلاة عن التسبيح للإمام، وأمرت بالتصفيق، ونهيت عن رفع الصوت بالتلبية مع أنها ذكر وشعار للمحرم، فبطريق الأولى نهيها عن الحديث مع الرجال بلا حاجة، وقد قال تعالى لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ويتأكد هذا النهي حالة الصيام ولو نفلا فكيف بالفرض؟! فعلى المرأة المسلمة أن تبتعد عن المجتمعات التي يتواجد فيها الرجال الأجانب، ومتى احتاجت لذلك اكتفت بالمكالمة الهاتفية، ويكون الكلام فيها بقدر الضرورة كجواب سؤال أو استفسار، ثم تقطع الكلام حتى لا يجرح صومها ولا يقدح في عفافها، وتحافظ على نفسها عن الظنون والتهم، والله أعلم.